البرقيه قبل الأخيره

>> Monday, September 18, 2006

عندما تملكها الفرح والحماس ،فى حركه عفويه قفزت من على السرير متطاير فستاناها الأبيض- الذى تبدو فيه كملاك من الجنه او كالحور العين-بفعل النسمات التى تناثرت فى أرجاء حجرتها متسلله من نافذتها المطله على حديقه صغيره تبدو كقطعه من الجنه وكأنها تنافس الفتاه فى رقتها وجمالها ، واسرعت الى المراه ممسكه بمشط تنسق بها شعيرات تنسدل على جبهتا الغراء واخذت تسدل شعر فى سواد الليل على كتفيها وونظرت الى المرأه للتاكد من وضع احمر الشفاه على ثغرها الدقيق ،و كا ن فى عيناها بريق طالما غاب عنها وفرحه طالما خاصمتها ، فكانت تبدو فى هذه اليوم أكثر جمالا عن كل يوم ورأت فى الحديقه جمالا لم تره فيها من قبل طالما وجدتها غابه تائهه فيها ولا تتكمن من الخروج منها وبعد التأكد من هيأتها تطلعت الى الشرفه واقفه منتصبه ممشوقه القوام تنتظر من طال غيابه وأشتاقت العين الى رؤياه والقلب الى حماسه والعقل الى حكمته ، ، وانتظرت وطال الانتظار فهذ ه لم تكن المره الأولى التى يبعث لها ببرقيه يبشرها فيها با قتراب موعد قدومه ، وفى كل مره كانت كلماته تنبض بالحماس والقوه والثوره الأمل فى الوصول اليها وتخطى صعاب لم توضع فى طريقه هو فقط بل فى طريق كل من حاول الوصول اليها وتحريرها فكل من حاول أن يكسر السجن الذى فرضه عليها أبوه كان مصيره الفشل ولكنه شاب لازال فى ريعانه لعله يصل قبل أن يورثها الى اخاها أو زوج مثله يعيشها فى نفس السجن المفروض عليها منذ 25 عاما وهى أيضا بداخلها رغبه شديده للتخلص من دكتاوتريه أباها وتسلطه فهى صارت أنضج من ذى قبل وتعلم أن هناك من يسعى لأنقاذها واعطائها حريه طالما حلمت بها حريه حقيقيه وليست حريه الزيف وعدها بها فارسه النبيل ولكن فى كل مره يسعى الأب جاهد لتحكيم فارسها ومع هذا سرعان ما يستعيد فارسها حماسه ويستمر فى نضاله باعثا لها برقيه يعلمها فيها بقرب وصولها اليها ومع كل برقيه يتجدد الأمل فيها مستشعره الحماس فى كلماته والقوه فى عباراته والصبر فى الوصول اليها وكانت هذه اخر برقيه وصلت اليها ، جاءتها بعد ان كادت تفقد الأمل فى الحياه والحريه والعدل ، جاءتها بعد عقود عاشتها من خلال حكايه الجده والأم عن الذل والقهر اللذان عاشا فيه وكان ممزوج باحلام عن فارس نبيل ياخذهم ولكنه لم يكن سوى سراب ولم يقدم لهم شء عن الحريه التى وعودوا بها ، وأصبحت الفتاه بارقه الأمل لهما من أن تخرج من سجنا تستطيع خارجه أن تتنفس نسائم الحريه والعدل والأمن الحقيقى ،ولكن طال الانتظار فى الشرفه وقامتها الممشوقه بدت وكأنها تعبت من وقوفها منتصبه وكأنها أرادت أن تستسلم لظروفها مجددا ولكن بداخلها صوت قوى يقول لها أنا فى الطريق لقد أجتزت الكثير من الصعاب والطرق الوعره ولم يبقى الا القليل لكى أصل اليكى أنتظرنى ولا تيأسى ، هذا الصوت يتردد قى أعماقها فيعيناها على الانتظار .
فظلت واقفه وهو لم يصل بعد ولكن هل يا ترى سيصل وتظل هى ممشوقه القوام فى كبرياء؟ أم أنها ستلحق بجدتها وامها؟هل ينتصر الأب ومن بعده الأين او الزوج أم يفلح الفارس النبيل فى الوصول اليها ؟ لا اجد جواب ولكن يراودنى شعور بانها البرقيه قبل الاخيره

8 comments:

ADMIN Tuesday, September 19, 2006 1:27:00 AM  

بالطبع سياتى الفار النبيل فى اى وقت واى زمن بعد يوم شهر سنة سنيين لا يوجد فرق سياتى فى لحظة تتوقف فيها عقارب الساعة وتتجمد الاشياء عن الحركة لتشاهد هذا القاء الرهيب الجميل الحنون الذى سياتى فيه الفارس النبيل لياخد حبيبتة على حصاى الابيض لينطلقوا فى الغابه الموحشة ليكسوها الجمال ويغلفهم اصوات العصافير

الســـاحر Wednesday, September 20, 2006 8:28:00 AM  

حلو اوى طريقتك فى الحكايه
والرومانسيه الجميله فى كلامك
والتساؤل فى الاخر بيدى حيره جميله
ربنا يوفقك

الســـاحر Wednesday, September 20, 2006 8:28:00 AM  

على فكره فى قصيده جديده ومحتاج رايك

media Thursday, September 21, 2006 2:58:00 AM  

بوسي انا فهمت حاجه هقولك عليه اما تكلميني

مـحـمـد مـفـيـد Thursday, September 21, 2006 4:36:00 PM  

سرد رائع لحالتك التي تكاد واقفه امامنا في البوست

جميله بو حريد Thursday, September 21, 2006 11:15:00 PM  

شكر ا على تعلقيك يا استاذ محمد بس فيه تنويه بسيط البنت اللى فى البوست مش انا ولا اعرفها خالص ده رمز لحد محبوس بقاله خمسه وعشرين سنه ويجرى حاليا مراسيم توريثها فى هذه الايام حد فهم حاجه من كلامى ؟

LAMIA MAHMOUD Saturday, September 23, 2006 8:35:00 AM  

ولى زمن الفرسان يا بنتي
عموما اسلوبك رائع

كل سنة وانت طيبة

جميله بو حريد Saturday, September 23, 2006 8:34:00 PM  

شكر ا ليك يا استاذه لميا بس الفارس مش لى انا لانى اول المؤمنين انى ما اعتمدش على حد فى اخد حقوقى لكن الفارس اللى اقصده هو الفارس اللى منتظراه مصر من زمان اوووووووووى

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP